أتلتيكو مدريد | فشل مرير وسقوط مُدوٍ في مونديال الأندية
أصاب أتلتيكو مدريد الإسباني جماهيره بخيبة أمل جديدة، بعد استمرار النتائج السلبية والابتعاد عن منصات التتويج، وآخرها الخروج المبكر وغير المتوقع من بطولة مونديال الأندية 2025، بعد خسارة في الجولة الافتتاحية قبل فوزين لم يشفعا لبلوغ الدور التالي.
أتلتيكو تساوى في النقاط (6) مع باريس سان جيرمان الفرنسي وفلامينغو البرازيلي، لكنه ودّع كأس العالم للأندية من الدور الأول بسبب فارق الأهداف ليدفع ضريبة سقوطه المروع في الجولة الأولى أمام بطل أوروبا برباعية دون رد.
فشل أتلتيكو مدريد في تجاوز دور المجموعات، وهو الذي كان يطمح على الأقل إلى بلوغ ثمن النهائي، أو حتى دور الثمانية أو الأربعة وربما النهائي، حسبما يمليه التحدي، لكن كل أحلام جماهيره تبخرت في السماء وذهبت أدراج الرياح.
مونديال الأندية أكثر من مجرد خسارة في أتلتيكو مدريد
الخسارة الرياضية لا جدال فيها، وبعد موسم بلا ألقاب في الدوري الإسباني أو دوري الأبطال أو حتى كأس الملك، وخروجه المبكر من كل تلك البطولات مطلع شهر أبريل/ نيسان الماضي، علّق أتلتيكو آماله على بطولة كأس العالم الجديدة في الولايات المتحدة، وكانت بمثابة فرصة لإعادة البناء والرد، وإثبات الذات أمام أنظار العالم، لكنها لم تكن كذلك.
وقّع أتلتيكو في المجموعة الأصعب، بجانب بطلي دوري الأبطال وكأس ليبرتادوريس، وفشل منذ البداية ضد باريس سان جيرمان، المنطلق أوروبياً بقوة الصاروخ مع مدربه الإسباني لويس إنريكي.
لم يضغط أتلتيكو ولم يتحكم في الكرة ولم يسترجعها عند فقدانها بالسرعة والكثافة التي تدرب عليها، ولم يظهر الطموح المنتظر في الشوط الأول، كما كان مخططاً له، وتلقى هدفين، وحتى رغم تحسنه في الشوط الثاني، لم يثمر ذلك عن شيء.
وقال ماركوس يورينتي، الذي شارك أساسياً في المباريات الـ3 إن “مباراة باريس عاقبتنا بشدة، اللعب منقوصين والحر الشديد وكونها أول مباراة، في النهاية كنا مرهقين جداً وتركنا مساحات كبيرة، فسجلوا 4 أهداف”.
كانت الهزيمة (0-4) بداية النهاية لأتلتيكو، لكن حتى دون احتساب الهدفين الأخيرين، كان سيُقصى بسبب التساوي في النقاط في النهاية، وبدونهما، كان فارق أهدافه سيبلغ (-1)، وهو ما لا يكفي أيضاً، والمثير أن بالميراس البرازيلي وإنتر ميامي الأمريكي تأهلا بعدد نقاط أقل من أتلتيكو مدريد (5).
انتقادات لاذعة تحاصر دييغو سيميوني مع أتلتيكو مدريد
بذلك يستمر فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني بلا ألقاب على مدار أكثر من 4 سنوات كاملة، وتحديداً منذ 22 مايو/ آيار 2021.
وأصبح سيميوني في مرمى الانتقادات، بسبب خطة المباراة أمام باريس سان جيرمان، التي كانت المفتاح لكل شيء، لكنه لم يتمكن من إدارتها في بدايتها ولا في تطورها ولا نهايتها. وقال بعد الفوز (1-0) على بوتافوغو في الجولة الأخيرة: “لم نتمكن من إدارة نهاية المباراة جيداً ونحن منقوصون”.
وأضاف: “نحن محبطون لأننا لم نتمكن من التأهل، جمعنا 6 نقاط في المجموعة، وهو ليس سيئاً، لكن مباراة باريس حسمت مصيرنا، وكل قرار تحكيمي فيها (إشارة إلى الحكم ستيفان كوفاتش، الذي ألغى هدفاً عند النتيجة 2-1، وطرد لونغليه، وعدم إقصاء نونو مينديز) كان ضدنا”.
واختتم يقول: “حققنا نفس عدد النقاط الذي جمعه بطلا دوري الأبطال وليبرتادوريس، وخرجنا من البطولة. نحن قريبون، لكن ينقصنا القليل فقط”.
أقل من نصف عائدات دوري أبطال أوروبا 2024-25
يركز أتلتيكو الآن على الموسم الجديد، مع انطلاق الدوري الإسباني في منتصف أغسطس/ آب المقبل، ودوري الأبطال وكأس الملك وكأس السوبر الإسباني، 4 جبهات مختلفة في موسم 2025-26.
وستشهد تشكيلة الفريق إعادة بناء تشمل 5 أو 6 تعاقدات على الأقل، مع لاعبين من المؤكد رحيلهم مثل أكسيل فيتسل ورينيلدو ماندافا وسيزار أزبيليكويتا بانتهاء عقودهم، وآخرين سيغادرون لاحقاً مثل أنخل كوريا ورودريغو ريكيلمي.
على صعيد المكاسب المالية من كأس العالم للأندية، لم يحقق أتلتيكو ما كان يأمله، فقط جمع 22.6 مليون يورو، في انتظار الإعلان الرسمي، منها مكافآت المشاركة والفوز في مباراتين، بينما كانت الأدوار الإقصائية تقدم جوائز أكبر بكثير.
وللمقارنة، في النسخة الأخيرة من دوري الأبطال، وبغض النظر عن إيرادات السوق التليفزيونية ومعامل تصنيف الاتحاد الأوروبي، حقق أتلتيكو مدريد 53.5 مليون يورو من الأداء الرياضي وحده، حتى خروجه بركلات الترجيح المثيرة للجدل أمام جاره ريال مدريد في ثمن النهائي، أي أكثر من ضعف ما حققه الآن في كأس العالم.