كيف استطاع مارتينيز حل معضلة رونالدو مع البرتغال ؟
تُوّج منتخب البرتغال بقيادة نحمه رونالدو بلقب دوري الأمم الأوروبية للمرة الثانية في تاريخه، وذلك في النسخة الرابعة من البطولة كأكثر من توج بها، بفوزه على إسبانيا حاملة اللقب 5-3 بركلات الترجيح، بعد نهاية المباراة والشوطين الإضافيين بالتعادل 2-2.
وهذه هي الهزيمة الأولى لإسبانيا في آخر 14 مباراة في دوري الأمم الأوروبية وآخر 21 مباراة في المجمل في كل المسابقات، كما أنه الفوز الأول لمنتخب البرتغال على إسبانيا لأول مرة منذ فوزه الودي 4-0 عام 2010.
لهذا السبب لن تفوز إسبانيا بكأس العالم
قدمت إسبانيا 812 تمريرة في هذه المباراة، وهو أعلى مجموع لها في مباراة واحدة في دوري الأمم الأوروبية لموسم 2024-25، لكن إسبانيا افتقدت للشيء الذي كان يميزها في بطولة أمم أوروبا الأخيرة التي توجت بها، أنه كانت تنظر للعب المباشر أكثر من فكرة الاستحواذ والتمرير.
لكن الإشكالية الدفاعية كانت واضحة اليوم وفي الآونة الأخيرة، فقد استقبلت شباك إسبانيا 15 هدفًا في آخر 6 مباريات، وهو رقم سلبي للغاية.
ستكون عودة رودري، لاعب مانشستر سيتي، إلى لياقته البدنية بمثابة دعم كبير، فقد كان رودري أهم لاعب في الفريق عندما فاز ببطولة أوروبا العام الماضي، حتى لو كان قد أصيب بحلول الوقت الذي حقق فيه الفريق الفوز في النهائي ضد إنجلترا.
لكن مشاكل إسبانيا الدفاعية هي السبب في أنها على الرغم من براعتها الهجومية، ليست المرشح الأبرز للفوز بكأس العالم الصيف المقبل، فالفريق الأفضل يجب أن يمتلك حصانة دفاعية أكبر.
تفوق مارتينيز وعمق تشكيلة البرتغال
أجرى المدير الفني للمنتخب البرتغالي روبرتو مارتينيز التبديلات الصحيحة في الوقت المناسب، ونال المكافأة، فدخول رافاييل لياو لاستغلال ضعف إسبانيا من الجانب الأيمن وعدم عودة لامين يامال للدفاع مع الظهير خلفه كانت مميزة.
وعندما شارك نيلسون سيميدو جعل منتخب بلاده أكثر توازنًا، والبرتغال بشكل عام تمتلك عمقًا كبيرًا في التشكيلة ولاعبين يظهرون بشكل متألق ولديهم مزيج من الشباب والخبرة وكثيرون منهم تألقوا هذا الموسم، فقبل ثمانية أيام احتفل نونو مينديز وجواو سيلفا وفيتينيا وغونسالو راموس بالفوز بدوري أبطال أوروبا مع باريس سان جيرمان في ملعب أليانز أرينا.
دخل مارتينيز المباريات الأخيرة وسط شائعات حول مستقبله، وبينما لا يزال بإمكانه ارتكاب أخطاء باختيارات أو تكتيكات غير متوقعة (اختيار جواو نيفيس في مركز الظهير الأيمن لم يُفلح)، كان أداء البرتغال ضد ألمانيا وإسبانيا مثيرًا للإعجاب بشكل عام.
يتمتع الفريق بمزيج رائع من الشباب والخبرة، بقيادة لاعبين قياديين مثل رونالدو وبرونو فرنانديز وروبن دياز، إلى جانب الشباب مينديز (22 عامًا) وجواو نيفيس (20 عامًا) وفيتينيا (25 عامًا) وغونسالو إيناسيو (23 عامًا) وفرانسيسكو كونسيساو (22 عامًا) ولياو (25 عامًا).
يمتلك الفريق وفرة من لاعبي خط الدفاع الذين يحسمون المباريات، ويجيدون اللعب على الهجمات المرتدة أو الاستحواذ على الكرة، ولديهم نقاط ضعف قليلة جدًا. نظريًا، جميع المقومات متوفرة لديهم للفوز بكأس العالم لأول مرة.
حل معضلة كريستيانو رونالدو
سجل كريستيانو رونالدو الهدف رقم 138 له مع البرتغال، ورد على جميع من شككوا بأنه لا يمكنه التألق على هذه المستويات الكبيرة. رونالدو عاد وسجل هدفًا في واحدة من أهم مباريات المنتخبات وأمام أفضل منتخب في أوروبا، وتوج باللقب الثالث له دوليًا.
استغرق رونالدو وقتًا للدخول في أجواء المباراة، حيث استحوذت إسبانيا على الكرة بشكل كبير، لكنه لعب دورًا جيدًا في الحفاظ على الكرة كمهاجم “يسند زملائه” وفي الأخير سجّل هدفه ببراعة.
“صاروخ ماديرا” كان يمثل في بعض الفترات -حسب النقاد- عبئاً على توازن الفريق كونه لا يضغط ويقدم المجهود الدفاعي ويلعب “على حسم الفرص فقط”.
كانت المشكلة تكمن في كيفية دمج هذه المواهب في المنتخب البرتغالي في وحدة متماسكة بوجود رونالدو نفسه، وكما رأينا في بطولة أوروبا الصيف الماضي، عندما فشلت البرتغال في التسجيل لثلاث مباريات متتالية وخسرت بركلات الترجيح أمام فرنسا، لم يجد المدرب روبرتو مارتينيز حلاً سهلاً لهذه المعضلة.
لم يكن دور رونالدو في صدارة تشكيلته الأساسية موضع شك. المدرب السابق فرناندو سانتوس استبعد في فترة ما رونالدو، لكن مارتينيز راهن عليه وكسب الرهان اليوم، والفكرة كانت قائمة على جعل واجبات رونالدو بدون كرة تذهب للبقية.