كيف سيتعامل بيب غوارديولا مع تمرد ريان شرقي ؟
كان ريان شرقي صبيًا صغيرًا عندما سأله جان فرانسوا فولييه، المدير السابق لأكاديمية ليون، عن أهدافه. فكانت الإجابة: الفوز بدوري أبطال أوروبا والكرة الذهبية، كان رد فعل فولييه هو مجرد الضحك، لكن ريان شرقي الآن وهو في طريقه لمانشستر سيتي يبدو أنه خطا الخطوة الأولى نحو هذا الحلم الذي سخر منه فولييه.
أبرز اللاعب إمكانياته الاستثنائية بظهوره الأول المذهل كبديل مع فرنسا في هزيمتها القاسية 5-4 أمام إسبانيا في دوري الأمم الأوروبية في شتوتغارت يوم الخميس. بعد تأخر فريقه 5-1 في غضون دقائق من دخوله، كاد شرقي أن يُشعل شرارة عودة تاريخية، بهدف وتمريرة حاسمة في 30 دقيقة فقط.
قدّم شرقي أداءً مميزًا مع ليون، وقال عنه تييري هنري، الذي دربه في منتخب فرنسا تحت 21 عامًا، ذات مرة إنه لم يرَ لاعبًا يراوغ بهذه السرعة بكلتا قدميه، وأضاف: “ما زلنا لا نعرف ما إذا كانت أفضل قدم له هي اليمنى أم اليسرى، في الحقيقة، يميل إلى استخدام اليسرى، لكن تسديداته باليمنى قوية جدًا”.
وانضم ريان شرقي إلى الفريق الأول لليون في سن السادسة عشرة، وكان على بُعد سبعة أشهر من عيد ميلاده السابع عشر عندما سجل هدفين وصنع هدفين آخرين في الفوز على نانت.
يلعب ريان شرقي على مستوى النخبة منذ فترة طويلة، لدرجة أنه من السهل نسيان أنه لا يزال في الحادية والعشرين من عمره، ويخوض موسمه السادس مع ليون.
ريان شرقي متمرد في منظومة غوارديولا
يتميز اللاعب الفرنسي الشاب بمهاراته الفائقة بكلتا القدمين، ويمتلك قدراتٍ فنيةً استثنائية، فهو قادرٌ على التحرك في المساحات الضيقة ومراوغة العديد من المدافعين، ويُشكل خطورةً كبيرةً عند امتلاكه الكرة لدرجة أن الفرق غالبًا ما تجد صعوبةً في إيقافه في مواقف واحد لواحد، حيث تحتاج إلى تخصيص العديد من المدافعين لمراقبة اللاعب.
كانت إحدى أبرز مشاكل المهاجمين في الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الماضي هي سهولة التنبؤ بهجماتهم. أما شرقي، فهو مختلف. فهو قادر على اختراق الدفاعات بوسائل غير متوقعة نظرًا لإجادته اللعب بالقدمين.
يستطيع شرقي اللعب على الأطراف، وخاصةً من الجهة اليمنى، لكنه يفضل على المدى الطويل أن يُعهد إليه بدور اللاعب رقم 10.
لكن الاختبار الحقيقي لريان شرقي هو هل سيُدمج هذا اللاعب المتمرد “في لعبه”، القادر على الإبداع، في نظام مانشستر سيتي تحت قيادة بيب غوارديولا الذي يقيد كل اللاعبين بأفكار واضحة؟ أم سيُخنق ببساطة وسيحد ذلك من إبداعه؟!
44 | 12 | 20 | 32 | 128 | 32 | 84.11 | 35 | 72.73 |
تأثير شرقي لا يُضاهى داخل الملعب، فهو متعدد الأفكار، ومُدمر للمدافعين دون عناء، وأرقامه الموسم الماضي توضح كيف كان يؤثر على فريقه في كل المستويات.
وبفضل قدرته على تمرير الكرة ببراعة متساوية سواء بباطن القدمين أو خارجهما، يستطيع إيجاد زوايا غير متوقعة تُربك المدافعين، كما يتمتع بوعي ورؤيةٍ ممتازين، ويعرف أين تتوفر المساحة للمهاجمين الآخرين، وغالبًا ما تكون مساحةً صنعها بنفسه.
هذه سمةٌ شائعة في أسلوب اللاعب. إنه أحد أكثر حاملي الكرة إنتاجيةً في أوروبا، وهو ليس سريعًا بشكلٍ استثنائي، لكنه قادر على الاندفاع بقوةٍ إلى المساحات المفتوحة عند ظهورها. عادةً ما يستخدم تغيير الاتجاهات وسرعة حركة القدمين للهروب من المدافعين بدلاً من السرعة الفائقة.
يُعوّض ريان شرقي النقص في السرعة العالية بالقوة البدنية التي تُمكّنه من صد المدافعين في المساحات الضيقة والارتداد بعيدًا عن التدخلات. بفضل تحكمه الدقيق بالكرة، حيث يصعب إيقافه وهو في كامل سرعته. حتى في السرعات العالية، يراوغ ورأسه مرفوع، ويرصد إمكانية توزيع التمريرات لزملائه في الفريق في المساحات الفارغة. هذه الصفات تجعله من اللاعبين الذين يبدون أسرع بالكرة من دونها.